أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

بريطانيا تكرّم ناشطة سورية بوسام الإمبراطورية لنضالها ضد العنف المنزلي

نور

منحت المملكة المتحدة الناشطة السورية "نور نوريس" وسام الإمبراطورية البريطانية من رتبة CBE، تقديراً لجهودها المؤثرة في دعم ضحايا العنف المنزلي والناجين منه، ولحملتها في إقرار "قانون رنيم" الذي يحمل اسم شقيقتها المغدورة رنيم عودة، والتي قتلت مع خالتها "خولة سليم" على يد زوج الأولى عام 2018.

وجاء تكريم نور ضمن قائمة أوسمة عيد ميلاد الملك البريطاني، التي تُمنح تكريماً لأشخاص قدموا خدمات استثنائية لمجتمعاتهم، سواء من الشخصيات المعروفة أو من عامة الناس.

وفي منشور على صفحتها الشخصية على "فيسبوك"، كتبت نور:""هذا الوسام ليس لي وحدي، بل لرنيم وخولة، ولكل الضحايا الذين انكسر صوتهم قبل أن يُسمَع... أنا مجرد أداة حاولت بكل قلبي وقدرتي أن أساهم في بناء أمان حقيقي في هذا العالم".

وأضافت بتأثر: "قانون رنيم هو وعد بأن أرواحهم لم تذهب عبثاً، وأن الألم لا بد أن يتحول إلى تغيير. سأبقى صوتهم، من أجل كل من يعاني ويستحق أن يعيش بأمان بعدهم".

من الناجين إلى المدافعين
منذ تلك الفاجعة التي طالت أحبائها، تحولت نور إلى مناصرة بارزة لقضايا العنف الأسري في بريطانيا، مستثمرة معاناتها الشخصية كقوة للتغيير المجتمعي.

وتقيم نور حالياً في مدينة سوليهل بمنطقة ويست ميدلاندز، حيث أصبحت صوتاً للناجين، ووجهًا لحملة وطنية تسعى لإصلاح القوانين وتحقيق العدالة للضحايا.

وفي حديثها عن التكريم، وصفت الوسام بأنه "تكريم لكل من وقف بجانبي في أصعب الأوقات"، مؤكدة أن هذا الاعتراف يحمل مسؤولية كبيرة، وتعهدت باستخدام منصتها لمواصلة رفع الصوت ضد العنف الأسري، حتى يحين اليوم الذي لا يُضطر فيه أحد لمواجهة مثل هذه المعاناة.

جريمة هزّت المجتمع
في 27 أغسطس 2018، هاجم "جانباز تارين"، الشريك السابق لرنيم، كلًا من رنيم ووالدتها خولة خارج منزلهما في سوليهل، وطعنهما حتى الموت. ووقعت الجريمة بينما كانت رنيم على الهاتف مع الشرطة، بعد أن حاولت مراراً طلب الحماية، حيث سُجلت 10 بلاغات سابقة ضده في حوادث عنف منزلي.

وحُكم على الجاني بالسجن المؤبد مع حد أدنى 32 عاماً في ديسمبر من العام نفسه.

وتسببت القضية في موجة غضب عارمة، ما دفع نور لاحقاً لقيادة حملة لإقرار "قانون رنيم"، الذي يهدف إلى تحسين استجابة الشرطة لحالات العنف الأسري وتوفير حماية أكبر للضحايا.

وفي فبراير الماضي، أعلنت الحكومة البريطانية عن تخصيص 2-2 مليون جنيه إسترليني لتمويل المرحلة الأولى من هذا القانون خلال السنة المالية القادمة، ما يعكس مدى تأثير الحملة التي قادتها نور.

وتكريم نور نوريس لا يُعد إنجازًا فرديًا فقط، بل هو انتصار رمزي لجميع من كتموا صرخاتهم تحت وطأة العنف، ودليل على أن الألم حين يُروى بشجاعة يمكن أن يصبح سببًا في إنقاذ آخرين.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(21)    هل أعجبتك المقالة (13)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي
OSZAR »